كنت اراه صباح و مساء ذهابي للعمل جالساً مفترشاً الارض وامامه بضاعته القليلة ، فليل من الجوارب الحريمية وشرابات الاطفال المعاصم وغيرها من قليل الاشياء هي رأس ماله وهي عماد حياته.
الأهم انه كان دائم الابتسام و الرضا من عينيه يشع نحو الجميع سعيد بما قسمه الله.
كنت دائماً اتساءل كيف يعيش و كيف له ان يكمل مسيرة الحياة وان يربي ابناءه ويسير احوال اسرته فلا اظن ان الجنيهات القليلة من ربح تجارته تقيم عماد اسرة وتسترها فى زمننا هذا!!!
كنت افكر يا ترى كم له من الاولاد هل هم ولد وبنت، ابنة وولدان ؟؟؟ اكثر ام اقل ام ماذا؟؟
ولكن دائما ما كنت اعلم انه من المؤكد ان له ابناء وانهم ولا بد متفوقون وانهم كثيرا ما يسهرون الليالي الطوال يدرسون ويتذاكرون حتى يعوضوا الاب شقاء الصباح فالابن مهندس والابنة طبيبة والصغرى مدرسة هكذا دائما نتاج الكفاح او لنقل في كثير من الاحيان يكون الحصاد حلو المذاق عذب القسمات بديع الصفات.
في هذا الصباح رأيته يتناول فطوره الذي لم اره من قبل ويالله من فطور عجيب!!! انه يقبع امام هذا المحل منذ فترة ولم اكن اعلم مدى ارتباطه به إلا اليوم عندما وجدته في الصباح الباكر يتوجه نحو المحل وينادي يا محمد "هات كوب عصير قصب خلي الواحد يبدتي يومه على خير" وجاء محمد بالعصير والى فمه يرتفع الكوب وفي لحظات معددودة ينتهي المشهد بقوله "يا فتاح يا كريم توكلنا عليك يارب".