1234

صورتي
انسانة عادية بحلم بالهدوء و السلام

الخميس، 29 يوليو 2010

كوب من عصير القصب

كنت اراه صباح و مساء ذهابي للعمل جالساً مفترشاً الارض وامامه بضاعته القليلة ، فليل من الجوارب الحريمية وشرابات الاطفال المعاصم وغيرها من قليل الاشياء هي رأس ماله وهي عماد حياته.

الأهم انه كان دائم الابتسام و الرضا من عينيه يشع نحو الجميع سعيد بما قسمه الله.

كنت دائماً اتساءل كيف يعيش و كيف له ان يكمل مسيرة الحياة وان يربي ابناءه ويسير احوال اسرته فلا اظن ان الجنيهات القليلة من ربح تجارته تقيم عماد اسرة وتسترها فى زمننا هذا!!!

كنت افكر يا ترى كم له من الاولاد هل هم ولد وبنت، ابنة وولدان ؟؟؟ اكثر ام اقل ام ماذا؟؟

ولكن دائما ما كنت اعلم انه من المؤكد ان له ابناء وانهم ولا بد متفوقون وانهم كثيرا ما يسهرون الليالي الطوال يدرسون ويتذاكرون حتى يعوضوا الاب شقاء الصباح فالابن مهندس والابنة طبيبة والصغرى مدرسة هكذا دائما نتاج الكفاح او لنقل في كثير من الاحيان يكون الحصاد حلو المذاق عذب القسمات بديع الصفات.

في هذا الصباح رأيته يتناول فطوره الذي لم اره من قبل ويالله من فطور عجيب!!! انه يقبع امام هذا المحل منذ فترة ولم اكن اعلم مدى ارتباطه به إلا اليوم عندما وجدته في الصباح الباكر يتوجه نحو المحل وينادي يا محمد "هات كوب عصير قصب خلي الواحد يبدتي يومه على خير" وجاء محمد بالعصير والى فمه يرتفع الكوب وفي لحظات معددودة ينتهي المشهد بقوله "يا فتاح يا كريم توكلنا عليك يارب".

الجدران مخزن ذكريات



كثيرا ًما أنظر للأماكن بعين ٍمختلفةٍ عن النظرات المعتادة و خاصةً عندما تكون أماكن قديمة لها من عمر السنوات الكثير والكثير...أو أن تكون مباني قد كانت لي فيها ذكريات حينها انظر لوحدات بنائها و اتخيل أنها ذات ذاكرة تقوم بتسجيل كل ما يدور داخلها.
ارجع بذاكرتي للوراء و اتذكر حالي في هذا البناء أو ذاك أو هذا الطريق استرجع ذكرياتي معه و اشعر وكأني اعود لنفس الزمان بما أني في نفس المكان أقول لنفسي وله لو كنت تتحدث بلسان مثل لساني لقلت الكثير ....لارجعت شريط الذكريات ولاخبرت الجميع بحالي حينها وما قلته وما شعرت به....
حالة ٌ أخرى لا أعرف لها وصفا ً تنتابني عند ما أرى بيتا ً قديما ً مما يسمونه الأثر انظر له و اتخيله في سنوات شبابه وهو عامر بأهله و اصحابه...اتخيل أن فرحا ً به وأن ابنة صاحب البيت اليوم عروسا ً وأن البيت صاخب بالأصوات و الحركات فرح بالعروس وصديقاتها و الطعام والشراب والأنوار والحركات و..و..و..و..و. أو أن هذا اليوم أحد ايام شهر رمضان المعظم و الناس فرحة بالصيام والنساء منذ الصباح في غرفة الطعام يجهزون للإحتفال أو أنه اليوم يوم العيد أو أنه شم النسيم أو أنه يوم ميلاد طفل أو أنه...أو أنه...أحداث ٌتمر و الجدران قائمة ثابتة ٌفي مكانها تنظر و تشاهد وتسجل قد تسعد بسعادة أصحابها و قد تحزن لحزنهم.
ذكريات و ذكريات... حواديت البشر لا تنتهي إنما هم قد ينتهون وتظل الجدران شاهدة ٌ على تاريخهم و حواديتهم...
أقول يا أيتها الجدران لو أنك تتحدثين لقلت الكثير ولحدثتينا عن حكايات أصحابك وساكنيك الكثير و لكن الله اراد أن تكوني تسجيلاً ً غير ناطق ٍ. مخزن ذكريات ما يذهب فيه لا يعود وما يسجل فيه غير قابل ٍ للإسترجاع مرة أخرى.....ومن يعلم فقد تمر السنوات وتبوح الجدران بما استُودعت من اسرار كيف؟ الله عنده العلم وحده...ولذاك الوقت تظلين مستودعٌ للذكريات ..أيتها الجدران هنيئا ً لك بما استأمنك البشرمن أسرارهم و حواديت حياتهم دون قصد منهم ولا تخطيط فلو علم الناس ما فيك من أسرار وحكايات لافتدوك بالكنوزالثمان.